اختلطت وقع أقدامها المتعثرة مع وقع أقدام الناس حولها في محطة القطار
فستان ريفي واسع يعلوه معطف صوفي يعادل ضعف وزنها .. وشاح قطني بلون بني قاتم يحيط برقبتها و يغطي ضفيرتها الغجرية و على رأسها قبعة واسعة تغطي نصف وجهها الحسن
مظهر فتاة ريفيه لطيف ..
توقفت على الرصيف تلتقط أنفاسها . سقطت من يدها حقيبتها الجلدية لا شعورياً من شدة الإعياء .. و كأنها قطعت المسافة بين مدينتها و هذه البلدة ركضاً على أقدامها !!
أخرجت من جيب معطفها ظرف صغير كتب بداخله العنوان الذي تقصده
( منطقه ( ساوثر ) أعلى التل .. منزل آل آدمز )
تخيلت كيف سيكون مقر عملها هذه المرة .. ربما كوخ صغير تسكنه أسرة لطيفه .. أم .. أب .. و ثلاثة أبناء أو أربعة
ارتسمت على شفتيها الورديتان ابتسامه بريئة و هي تتخيل شكل كل فرد منها ..
قطع حبل تفكيرها صوت فتيّ يهتف لها
( آنستي .. هل تحتاجين إلى من يوصلك ؟!! )
التفتت ناحية الصوت .. فإذا بصبي نحيل يجلس فوق عربه صغيره يجرها حصان .. ابتسمت له ثم أجابته بالموافقة
حمل لها حقيبتها و ساعدها على الصعود للعربة .. ناولته العنوان ثم شكرته بلطف ..
توقفت أمام بوابه المنزل دقيقه تأمر أرجائه بعينين يملأهما الدهشة و الفزع !!
لم يكن الأمر كما توقعته على الإطلاق !!
منزل كبير منعزل وحيداً أعلى التل .. يسوده الصمت و تحيط به الأشجار العملاقة و قد بدت أغصانها الجافة و كأنها تلتهم جدران المنزل بوحشية .. لا أثر للحياة فيه ..
لم يكن لديها خيارً آخر حملت حقيبتها ثم التقطت نفساً عميقا و تقدمت للبوابة . نظرت إلى اللوح المعدني المتصدي على الجدار كتب عليه بخط أسود داكن ( منزل آل آدمز ) ..
اطمئن قلبها ثم دفعت البوابة بيدها و دخلت ..
الطريق من البوابة إلى الباب الرئيسي للمنزل طويل جداً تحيط به النباتات و الزهور المتهالكة ..
أوراق أشجار خريفيه تملأ أطراف السرداب الرخامي المتصدع .. تماثيل محطمه اختفت معالمها موزعه في أرجاء الساحة و أمام المنزل الرئيسي بركه ماء مستديرة شبه محطمه جفت مياهها و أصبحت مرتعاً للأوراق و الأتربة و الأحجار ..
سرحت بمخيلتها و هي تتأمل كل تلك الصور أمامها .. كيف ستكون حياتها داخل هذا المنزل الأشبه بالمقبرة !!لم يرق لها ما تخيلته على الإطلاق ..
دب القلق و الخوف في داخلها حين وصلت إلى درجات الباب الرئيسي رفعت طرفي فستانها بيديها ثم صعدت و نبضات قلبها تسابق أنفاسها .. رفعت يدها المرتعشة لتطرق الباب و فجأة
( أنتي !!! )
أحست بالإجفال الشديد فشهقت بقوه و هي تضع يدها على قلبها و تستدير قائله بإرتباك
( معذرة لقد أخفـ .. )
انعقد لسانها حين وقعت عيناها على هذا الرجل المسن أمامها ..
كان يرتدي حله راهب يقف مقوس الظهر مسنداً يده على عصى متعرج و الأخرى خلف ظهره و يحدق بها من خلف زجاجتي نظارته السميكتين .. منظره مخيف جداً !!
سألها بأسلوب فظ
( من أنتي ؟! )
صوته المتحشرج أثار في داخلها الخوف .. ابتسمت ابتسامه مصطنعه و هي تجيبه
( أسمي هو كيانا .. أرسلوني للعمل هنا بناء على .. )
قاطعها بجفاء
( من هم ؟!! )
ابتلعت ريقها بصعوبة و أجابته
( الميتم الذي اسكن فيه .. )
تبادلا نظرة صامته لبرهة .. دار في رأس كل منهما أفكار و تساؤلات عديدة .. بدا لها و كأنه لم يصدقها فتذكرت ذلك الخطاب الذي يؤكد أنها أرسلت للعمل هنا و بسرعة فتحت حقيبتها على عجل قائله بارتباك شديد
( انتظر لحظه سيدي .. لدي خطاب يؤكد لك .. سأجده حالاً .. فقط .. )
وضع يده على كتفها فسرت في جسدها رعشه هزت أوصالها ثم ابتسم ابتسامه صفراء و همس
( لا عليك بنيتي ! )
يا لهذا التغير المفاجئ !! ..
هذا ما دار في رأسها و هي تلقي عليه نظره صغيره قبل أن يكمل حديثة قائلاً
( دعيني أرشدك إلى الداخل وأعرفك على السيدة مارغريت مدبرة المنزل )
فتح الباب لها ثم أردف
( بالمناسبة .. اسمي هو سبستيان .. يمكنك مناداتي أبتي )
ثم ابتسم لها و بادلته الابتسامة في دهشة ..
حملت حقيبتها و دخلت ثم تبعها و أغلق الباب بإحكام ..
بإحكام شديد !!!
يـــتــــبــــع
فستان ريفي واسع يعلوه معطف صوفي يعادل ضعف وزنها .. وشاح قطني بلون بني قاتم يحيط برقبتها و يغطي ضفيرتها الغجرية و على رأسها قبعة واسعة تغطي نصف وجهها الحسن
مظهر فتاة ريفيه لطيف ..
توقفت على الرصيف تلتقط أنفاسها . سقطت من يدها حقيبتها الجلدية لا شعورياً من شدة الإعياء .. و كأنها قطعت المسافة بين مدينتها و هذه البلدة ركضاً على أقدامها !!
أخرجت من جيب معطفها ظرف صغير كتب بداخله العنوان الذي تقصده
( منطقه ( ساوثر ) أعلى التل .. منزل آل آدمز )
تخيلت كيف سيكون مقر عملها هذه المرة .. ربما كوخ صغير تسكنه أسرة لطيفه .. أم .. أب .. و ثلاثة أبناء أو أربعة
ارتسمت على شفتيها الورديتان ابتسامه بريئة و هي تتخيل شكل كل فرد منها ..
قطع حبل تفكيرها صوت فتيّ يهتف لها
( آنستي .. هل تحتاجين إلى من يوصلك ؟!! )
التفتت ناحية الصوت .. فإذا بصبي نحيل يجلس فوق عربه صغيره يجرها حصان .. ابتسمت له ثم أجابته بالموافقة
حمل لها حقيبتها و ساعدها على الصعود للعربة .. ناولته العنوان ثم شكرته بلطف ..
توقفت أمام بوابه المنزل دقيقه تأمر أرجائه بعينين يملأهما الدهشة و الفزع !!
لم يكن الأمر كما توقعته على الإطلاق !!
منزل كبير منعزل وحيداً أعلى التل .. يسوده الصمت و تحيط به الأشجار العملاقة و قد بدت أغصانها الجافة و كأنها تلتهم جدران المنزل بوحشية .. لا أثر للحياة فيه ..
لم يكن لديها خيارً آخر حملت حقيبتها ثم التقطت نفساً عميقا و تقدمت للبوابة . نظرت إلى اللوح المعدني المتصدي على الجدار كتب عليه بخط أسود داكن ( منزل آل آدمز ) ..
اطمئن قلبها ثم دفعت البوابة بيدها و دخلت ..
الطريق من البوابة إلى الباب الرئيسي للمنزل طويل جداً تحيط به النباتات و الزهور المتهالكة ..
أوراق أشجار خريفيه تملأ أطراف السرداب الرخامي المتصدع .. تماثيل محطمه اختفت معالمها موزعه في أرجاء الساحة و أمام المنزل الرئيسي بركه ماء مستديرة شبه محطمه جفت مياهها و أصبحت مرتعاً للأوراق و الأتربة و الأحجار ..
سرحت بمخيلتها و هي تتأمل كل تلك الصور أمامها .. كيف ستكون حياتها داخل هذا المنزل الأشبه بالمقبرة !!لم يرق لها ما تخيلته على الإطلاق ..
دب القلق و الخوف في داخلها حين وصلت إلى درجات الباب الرئيسي رفعت طرفي فستانها بيديها ثم صعدت و نبضات قلبها تسابق أنفاسها .. رفعت يدها المرتعشة لتطرق الباب و فجأة
( أنتي !!! )
أحست بالإجفال الشديد فشهقت بقوه و هي تضع يدها على قلبها و تستدير قائله بإرتباك
( معذرة لقد أخفـ .. )
انعقد لسانها حين وقعت عيناها على هذا الرجل المسن أمامها ..
كان يرتدي حله راهب يقف مقوس الظهر مسنداً يده على عصى متعرج و الأخرى خلف ظهره و يحدق بها من خلف زجاجتي نظارته السميكتين .. منظره مخيف جداً !!
سألها بأسلوب فظ
( من أنتي ؟! )
صوته المتحشرج أثار في داخلها الخوف .. ابتسمت ابتسامه مصطنعه و هي تجيبه
( أسمي هو كيانا .. أرسلوني للعمل هنا بناء على .. )
قاطعها بجفاء
( من هم ؟!! )
ابتلعت ريقها بصعوبة و أجابته
( الميتم الذي اسكن فيه .. )
تبادلا نظرة صامته لبرهة .. دار في رأس كل منهما أفكار و تساؤلات عديدة .. بدا لها و كأنه لم يصدقها فتذكرت ذلك الخطاب الذي يؤكد أنها أرسلت للعمل هنا و بسرعة فتحت حقيبتها على عجل قائله بارتباك شديد
( انتظر لحظه سيدي .. لدي خطاب يؤكد لك .. سأجده حالاً .. فقط .. )
وضع يده على كتفها فسرت في جسدها رعشه هزت أوصالها ثم ابتسم ابتسامه صفراء و همس
( لا عليك بنيتي ! )
يا لهذا التغير المفاجئ !! ..
هذا ما دار في رأسها و هي تلقي عليه نظره صغيره قبل أن يكمل حديثة قائلاً
( دعيني أرشدك إلى الداخل وأعرفك على السيدة مارغريت مدبرة المنزل )
فتح الباب لها ثم أردف
( بالمناسبة .. اسمي هو سبستيان .. يمكنك مناداتي أبتي )
ثم ابتسم لها و بادلته الابتسامة في دهشة ..
حملت حقيبتها و دخلت ثم تبعها و أغلق الباب بإحكام ..
بإحكام شديد !!!
يـــتــــبــــع